يعد الدَين هو أحد الأشياء التي حثنا الدين الإسلامي على الالتزام بأدائها لأصحابها وسدادها في أسرع وقت ممكن، وتوجد العديد من الأسئلة المختلفة المتعلقة بالدين وسداده، ومن بينها ما هو حكم تأخير سداد الدين ؟ ومن خلال الفقرات التالية سنحرص على معرفة الرأي الفقهي حول هذا الأمر بشكل واضح ومفصل قدر الإمكان. حكم تأخير سداد الدين جاء عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شئ فليتحلل منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه» رواه البخاري. ويوضح هذا الحدث السابق مدى أهمية التخلص من الديون وألا يترك المسلم دينًا عليه. حكم المماطلة فِي سَداد الدَين أما عن حكم تأخير الدين فقبل أن نوضح جوانبه المختلفة يجب أن نتذكر قول الله تعالى في الآية 58 من سورة النساء ": إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا "، ثم نجد أنه: يكون المسلم آثمًا في حالة امتلاكه وقدرته على رد الدين، ولكنه يتكاسل ويتباطأ في رده دون وجه حق، ويعد هذا حرام وغير جائز شرعًا.
الدعاء على من لم يسدد الدين حكم المماطلة فِي سَداد الدَين حكم تأخير سداد الدين
أما في حالة تعسر المسلم وعدم قدرته على سداد الدين في موعده المحدد، فلا يقع إثم عليه في تلك الحالة إن شاء الله تعالى. وقد جاء عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وعُقُوبَتَهُ. ويشير الحديث السابق إلى أن من ماطل في دفع الدين ورد الحقوق لأصحابها يستحق عقوبة على ذلك. ولقضاء دين أحدهم وتفريج كرب المسلمين الكثير من الفضل والثواب. وقد روي عن عبد الله بن أبي قتادة، أنَّ أَبَا قَتَادَةَ، طَلَبَ غَرِيمًا له، فَتَوَارَى عنْه ثُمَّ وَجَدَهُ، فَقالَ: إنِّي مُعْسِرٌ، فَقالَ: آللَّهِ؟ قالَ: آللَّهِ؟ قالَ: فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عن مُعْسِرٍ، أَوْ يَضَعْ عنْه. رواه مسلم. كما جاء عن أبي الْيَسَرِ رضي الله تعالى عنه عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ».
فنقول لهذا الأخ: اقض دينك، واسأل ربك المعونة على قضاء باقيه. وأما أخوه فالظاهر لي أنه أراد بذلك الإصلاح، وألا يرهق الدين أخاه لما علم من سوء تصرفه، وإذا كانت نيته هذه فلا حرج عليه أن يقول: يا فلان! إن جاءك أخي فلا تعطه، رأفة بأخيه لا قطعاً لما يريد. المصدر: الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(73)