شخصية الملك عبدالعزيز

ويقول الدكتور البقاعي: "هذه المجموعة من الصفات المتمثلة في شخصية الملك عبدالعزيز من قدرة على الإقناع ومن بلاغة لا حد لها ومن ثبات ومن بعد عن المجاملات عندما يتعلق الأمر بمصير الشعب وبمصير الدولة، والانفتاح وحب الشعب وحب الدولة ونشر الأمن والأمان. تذكرنا بشخصية نعيش معها في وقتنا الحاضر، ونرى فيها ملامح المؤسس العظيم، وهي شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله - فحري بالسعوديين وبكل من يعيش على أديم أرض المملكة أن يحافظ على أمنها وأمانها ومما تحقق لها من مكتسبات".

شخص يتقمص

وهنا شهادة أخرى وهي من الكاتب كنث وليامز، حيث يقول: "مواهب ابن سعود الخطابية عظيمة فهو يظهر مقدرة عجيبة في أحاديثه العامة والخاصة وهو إذا تكلم تدفق كالسيل، يحب التحليل ورد الشيء إلى أصله، شديد الولع بتشريح المواضيع تشريحاً يدل على ذكاء وفطنة ولباقة، يخاطب البدوي بلهجة البدوي، والحضري بلهجة الحضري وما استمع أجنبي إليه إلا خرج مفتوناً بحديثه".

رصيده من الخبرة والمجد. سبقت الإشارة إلى خروج الملك عبدالعزيز من نجد مع والده وهو في سن مبكرة وإقامته معه في الصحراء، ثم استقرار الأسرة في الكويت فأورثته حياة الصحراء الصبر والجد وتحمل المكاره، وقد ترجم هذه العوامل إلى كياسة في تعامله مع الناس، ودهاء وحكمة في مواجهة المواقف والأحداث، وأثناء استقراره في الكويت التي كانت مسرحًا للتنافس الدولي مما جعلها مدرسة من مدارس السياسة العالمية، درس فيها عبدالعزيز الأساليب الدبلوماسية وأفاد منها كما أفاد من دهاء الشيخ مبارك الصباح ودرايته في مجال السياسة في الخليج وفي العالم. كما استطاع بخبرته أن يعيد صياغة الواقع الذي تعامل معه دون إهدار لأصوله ومكوناته، وأن يطور عناصره القادرة على العطاء والاستجابة لتواكب طموحاته، وتلبي متطلبات الحياة الجديدة. أما رصيده من المجد والفخار فإنه عندما بدأ خطواته الأولى لتوحيد هذه البلاد كان نصب عينيه حكم ضربت جذوره في أعماق التاريخ، وإرث من المجد تمثل فيما حققه أسلافه من آل سعود من وحدة لهذه البلاد في ظل دولة تؤمن بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهجًا للحكم، وتنشر العقيدة الإسلامية الصافية وتدافع عنها، لكن هذا الإنجاز ضاع في خضم التنافس والضعف والتفريط.

وعندما بدأ عبدالعزيز جهاده لاستعادة ملك آبائه وأجداده وإقامة دولة إسلامية توحد معظم مناطق الجزيرة العربية، وتؤمن بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهجًا وتطبق أحكام الإسلام في شؤونها كافة ـ عندما بدأ كانت لديه من الصفات الشخصية والخلقية والمؤهلات القيادية ما لا يتسع المجال للحديث عنه بإيجاز فضلاً عن ذكرها بالتفصيل ولكن نكتفي بالإشارة إلى أبرز هذه الصفات والمؤهلات: تمسكه بدينه. وذلك بإيمانه بربه، وصفاء عقيدته، وأدائه لجميع الشعائر الدينية، وتطبيقه لأحكامه وخوفه ورجائه من الله. سخاؤه وكرمه.

  1. شخصية الملك عبدالعزيز
  2. تعريف بالراتب المؤسسة العامة للتقاعد - المنهج
  3. تخصص تغذية اكلينيكية
  4. تجسيد شخصية الملك عبدالعزيز
  5. شخصية الملك عبدالعزيز ال سعود
شخص يتقمص شخصية الملك عبدالعزيز

لذا كان من أهم أهدافه الأساسية استعادة هذه الأمجاد والمحافظة عليها، ومن ثم فقد أفنى ـ رحمه الله ـ زهرة شبابه ـ وسني كهولته وأعوام رجولته في الكفاح حتى استطاع أن يعيد هذه الأمجاد ويعمقها ويضيف إليها، فبنى دولة موحدة قوية على أسس من العقيدة والشريعة توافرت لها كل مقومات الدولة العصرية، وتحقق لها من الرخاء والأمن والاستقرار ما أصبح مضرب الأمثال في العالم. رحم الله الملك عبدالعزيز وغفر له، فقد كان نموذجًا فريدًا في شخصيته وفكره وعبقريته السياسية والعسكرية ونمطًا متميزًا في القيادة والحكم والإدارة.

تعيش المملكة العربية السعودية مناسبة عزيزة على قلوب المواطنين والمقيمين على حد سواء، وهي مناسبة اليوم الوطني للمملكة الـ91، فالمملكة دار للجميع، وهي لنا دار، خيرها عمّ الجميع القاصي قبل الداني، والحديث عن تلك المناسبة لا بد أن يتضمن بطل ملحمة التوحيد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – حتى تتعرف الأجيال على هذه الشخصية الفذة وما كابدته في سبيل توفير وطن مترامي الأطراف يرفل في الأمن والأمان كل من يعيش فوق أديم أرضه. وفي هذا اليوم الذي تحتفل فيها المملكة بهذا التوحيد الذي يقطف ثماره الأحفاد، نستذكر الشهادات التي تقاطرت واجتمعت حول شخصية عظيمة كانت تعيش تاريخ الدولة السعودية الأولى في مرحلتها الأولى والثانية وتتمثل هاتين الدولتين، وتريد أن تعيد لهذه الجزيرة بهاءها الذي فقدته والأمن الذي افتقدته، ولم يكن هذا ممكناً إلا في ظل التوحيد الذي كان يحتاج إلى شخصية أجمع المواطنون والأجانب الذين زاروا الجزيرة العربية على عبقريتها وعلى امتدادها العالمي وليس المحلي فقط. وفي هذا السياق يقول الباحث أول في مركز الملك سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها – سابقاً- الدكتور محمد خير محمود البقاعي: "في مناسبة اليوم الوطني يتبادر إلى أذهاننا على الفور جميعاً تلك الشخصية الكاريزماتية العظيمة التي يعيش السعوديون خصوصاً والعرب جميعاً في ثمرة جهوده وكفاحه ونضاله في سبيل توحيد المملكة، إنه موحد البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله-".

وأضاف الدكتور البقاعي قائلاً: "إن كل الذين قابلوا الملك عبدالعزيز والذين كتبوا عنه، يشهدون له بتلك البراعة العالية في الكلام وتلك الحجة التي كان يمتلكها في مواجهة خصومه وأصدقائه، كان يحب العفو كان رجلاً لا تستطيع أن تصل معه إلا إلى التوافق الذي كان يسعى إليه بكل ما امتلك من قوة". واستذكر البقاعي أمثلة عديدة وشهادات مختلفة قيلت في شخصية الملك عبدالعزيز منها: شهادة الفرنسي الفنان الكبير ناصر الدين دينيه الذي كان من كبار الرسامين الفرنسيين الذي أسلم وجاء إلى الحج عام 1929م، وكان الملك عبدالعزيز –حينذاك- قد دخل الحجاز، ونشر فيها ما كانت تفتقده من أمن وأمان ومن تقاطر وفود الحجاج بكل راحة وبكل يسر إلى قلب العالم الإسلامي.

شخصية الملك فيصل بن عبدالعزيز

ويتضح من هذا النموذج من جود الملك عبدالعزيز وكرمه أنه إذا كانت هذه حاله وهو معسر فمن المتوقع أن يبلغ سخاؤه منتهى مراتب الجود والكرم إذا كان موسرًا وهو ما حدث فعلاً. شجاعته وفروسيته. شجاعة الملك عبدالعزيز شجاعة المتزن المفكر لا شجاعة المتهور، شجاعة القائد العسكري الموهوب الذي يستطيع أن يملك مواهبه ويسيطر عليها، فلا يفقد أعصابه ويغامر مغامرة انتحارية يدفع فيها حياته وحياة رجاله رخيصة بلا ثمن ولا يتخلى عن خوض المعركة ـ إذا كان عدوّه يفوقه عددًا أو عدة ـ فيبدو خائر الأعصاب من الرجال، يائسًا من النصر وإنما يقوم واثقًا بربه، مدافعًا عن عقيدته، ساعيًا إلى تحقيق أهدافه، فلم تقف شجاعته النفسية والبدنية عند مغامرته البطولية في فتح الرياض، وما كان ليقوم بذلك وبجهاده في توحيد المملكة لو لم يكن محاربًا من الدرجة الأولى. وهناك قصص كثيرة عن شجاعته المتزنة التي تبرز عند الحاجة مثلما حدث في معركة (الدلم) 1320هـ، 1902م ومعركة (كنزان) 1333هـ، 1915م، وقد خاض أكثر من مائة معركة، ولما توفي وجدوا في جسده ثلاثًا وأربعين ندبة وأثر جرح. دهاؤه وذكاؤه وحنكته.

تجسيد شخصية الملك عبدالعزيز